INFOS24

lundi 18 novembre 2024

ضمن خطة تمتد حتى عام 2035.. 378 مليار دينار لدفع النقل السككي إلى الأمام


 

ضمن خطة تمتد حتى عام 2035.. 378 مليار دينار لدفع النقل السككي إلى الأمام





في إطار جهودها لتطوير قطاع النقل عبر السكك الحديدية في الجزائر، تعكف الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على تنفيذ برنامج طموح يتعلّق بتحديث وتوسيع قدرات النقل عبر اقتناء عتاد حديث ومتطوّر، يُلبّي احتياجات التوسّع المستمر للشبكة الوطنية ويرتقي بمستوى الخدمات المقدّمة للمواطنين. وفي خطوة تهدف إلى تعزيز الربط بين الولايات وتطوير البنية التحتية للنقل السككي، تخطط الشركة لتخصيص غلاف مالي ضخم على مراحل يمتد حتى عام 2035، ضمن استراتيجية تسعى إلى تلبية الطلب المتزايد على خدمات النقل وتحقيق قفزة نوعية في نقل المسافرين والبضائع على حد سواء.

 تعتزم الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية إطلاق برنامج شامل لاقتناء عتاد النقل السككي بمختلف أنواعه، بهدف تلبية متطلبات المشاريع الجارية والمستقبلية لتوسيع الشبكة الوطنية وتعزيز الربط بين الولايات، حسبما أفاد به مسؤول بالشركة.

وفي حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، أوضح مدير مراقبة التسيير والمساهمات بالشركة، سفيان عيبش، أن الشركة قد وضعت برنامجًا “ضخمًا” لاقتناء عتاد النقل السككي بمختلف أنواعه، مثل القاطرات عالية القدرة، عربات نقل المسافرين، القطارات ذاتية الدفع، القطارات ذاتية الدفع عالية السرعة، عربات نقل البضائع، وقاطرات المناورة، وذلك ضمن استراتيجيتها الجديدة الممتدة حتى عام 2035.

وقد خُصص لهذا البرنامج غلاف مالي بقيمة 378 مليار دينار جزائري، حسبما أفاد به عيبش، الذي أضاف أن السلطات العمومية قد وافقت على تمويله على مراحل. وتتضمن المرحلة الأولى تخصيص مبلغ قدره 138 مليار دينار جزائري لاقتناء 400 عربة لنقل المسافرين وقاطرات إضافية، حسب ما ذكره عيبش.

وقد أطلقت الشركة مؤخراً مناقصة دولية ضمن مخططها الاستثماري السابق، لاقتناء ستة قطارات كهربائية ذاتية التشغيل تحتوي على ست عربات لكل قطار، مما سيوفر أماكن إضافية للمسافرين ويزيد من عدد الرحلات اليومية.

وتشمل هذه المناقصة أيضًا اقتناء 12 قاطرة لنقل المسافرين والبضائع، بهدف تلبية الطلب المتزايد على النقل بالسكك الحديدية نتيجة لارتفاع عدد الخطوط التي تؤمنها الشركة. وأشار عيبش إلى أن هذا النوع من القاطرات المزدوجة الاستعمال (نقل المسافرين والبضائع) سيمنح المؤسسة مرونة في التشغيل، خاصة مع الزيادة المسجلة في حجم البضائع المنقولة عبر القطارات خلال السنتين الماضيتين.

وفي سياق متصل، ذكر عيبش القفزة النوعية التي سجلتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في مجال نقل البضائع خلال عام 2023، حيث تجاوزت الكميات المنقولة 5 ملايين طن، متوقعًا أن تصل إلى 5.6 مليون طن بنهاية عام 2024، أي بزيادة قدرها 14% مقارنة بالسنة السابقة.

أما بخصوص تعزيز الأمن على مستوى القطارات، فقد أوضح أنه نظرًا للاعتداءات التي سجلت على القطارات والمنشآت الأساسية وأحيانًا على عمال وأعوان الشركة، تقرر تزويد خطوط السكة الحديدية بكاميرات مراقبة، حيث ستكون البداية من النقاط السوداء مثل خط الجزائر العاصمة-البليدة، على أن يتم تعميمها لاحقًا على مستوى الشبكة الوطنية.

إعادة تأهيل 82 محطة

من جهة أخرى، تخطط الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لتركيب موزعات آلية للتذاكر بمحطاتها على المستوى الوطني، بهدف تقليل الطوابير عند الشبابيك وتبسيط المعاملات اليومية للمواطنين. وأشار المسؤول إلى أن هذه الخطوة، التي تندرج في إطار تعميم الرقمنة، ستعتمد على موزعات محلية الصنع دعمًا للصناعات الوطنية، وانسجامًا مع سياسة السلطات العمومية الرامية إلى تقليص فاتورة الواردات. وقد تم الانتهاء من تطوير موزع نموذجي من طرف مؤسسة عمومية ناشطة في مجال الأجهزة المتعلقة بالتعاملات المالية، وسيتم اقتناؤها واستغلالها لاحقًا وفق احتياجات الشركة، حسب المسؤول.

ويضاف إلى ذلك مشروع التذكرة الموحدة، الذي يجري تنفيذه حاليًا تحت إشراف لجنة متعددة القطاعات على مستوى وزارة النقل وسلطة تنظيم النقل الحضري، حيث سيتيح هذا النظام للمسافرين استخدام تذكرة واحدة للتنقل عبر مختلف وسائل النقل العمومية (ميترو، قطار، ترامواي، النقل بالكوابل، إيتوزا) في الجزائر العاصمة، مما يعزز كفاءة نظام النقل العام.

ولتحسين جودة الخدمة العامة المقدمة لزبائنها، قامت الشركة مؤخرًا بإطلاق خدمة الحجز الإلكتروني للتذاكر على الخطوط الطويلة، والتي سيتم تطبيقها مبدئيًا على خط الجزائر-وهران-الجزائر، على أن تُعمم تدريجيًا لتشمل جميع الرحلات مستقبلاً.

وقد وضعت الشركة برنامجًا “لإعادة تأهيل 82 محطة لنقل المسافرين كمرحلة أولى”، إضافة إلى “إطلاق دراسة لإعادة تهيئة شاملة لثماني محطات رئيسية في الجزائر العاصمة، سيدي بلعباس، وهران، سوق أهراس، سكيكدة، عنابة، الشلف، وعين تيموشنت”، حسب ما أفاد به المسؤول.

وبخصوص التواصل مع الزبائن، كشف عيبش عن “إطلاق خلية استماع للمسافرين قريبًا، بهدف التفاعل معهم وتلقي شكاويهم، وهي حاليًا في مراحلها الأخيرة من الإنجاز”، كما أضاف أنه يتم تقديم دورات تدريبية لموظفي الشركة المكلفين باستقبال وتوجيه الزبائن.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire